الجمعة، 25 يناير 2013

السراج المنير



نحن المسلمين أمة من خير الأمم وأعظمها حضارة ، وخلقا ، فقد أضاءت حضارتنا ظلام العالم ، وأشرقت شمسنا على دياجير الظلم ، وغياهب العتمة في قرون الظلام ، وما نزال خير الأمم ؛ نحمل الخير في رسالتنا ، وإن تراجعنا ظاهرا سنظل حيث الصدارة والصدر ُ .
وفي الأمم رجال أطلقوا شعارات تحمل في ظاهرها الرحمة اتخذوها لأغراض دنيوية صرفة ، ليس للحياة الأخرى فيها مكان ، لذلك كان شقاء الإنسان بها عظيما ، وكانت كسراب بقيعه يحسبه الظمآن ماءً .

أما أمة الإسلام فقد جعلت من العقيدة والشريعة ، والقدوة والأسوة الحب لشخصية النبي الكريم "محمد صلى الله عليه وسلم" فكان رحمة للعالمين . و منقذا وداعيا وسراجا منيرا ومخلصا للبشرية من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن عبادة الشهوات إلى عبادة رب السموات ؛ ولهذا كان شعار المسلمين ومفتاح الدخول إلى هذا الدين والانتماء لهذه الأمة الخيرة هو ( لا إله إلا الله ) ( محمد رسول الله)
محمد رسول الله "صلى الله عليه وسلم " جاء بالدين الخاتم الذي يحمل في طياته العزة والكرامة والسمو الأخلاقي ، والحرية للبشرية حين يعلن شعارها خمس مرات أنه لامعبود بحق إلا الله ، وأن محمد " صلى الله عليه وسلم " بلغ الرسالة للناس أجمعين لافرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى .

محمد " صلى الله عليه وسلم" كان أخلاقا كريمة تتجسد في واقع الحياة المرير ، جاء بالهدى حين ضلت البشرية طريق ربها وتاه الناس في دياجير الضياع ، وبالنور حين عشعش الظلام ، و جاء بالعدل حين تفشى الجور والظلم ، وبالصدق حين انتشى الزور والبهتان، وبالأمانة حين سادت الخيانة . لقد كان و مازال ضياء يستضاء به ونورا عم أرجاء الكون (( المصلحون أصابع ٌ جمعت يدا ..هي أنت بل أنت اليد البيضاء)).

لم يكن النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم رجلا عابرا في التاريخ كبقية الأسماء ،أو عظيما من العظماء فحسب ، بل هو خاتم الأنبياء والرسل ، له رسالة خالدة ، ودعوة قائمة لإنقاذ البشرية مما تعانيه اليوم من أزمات على كل المستويات ، ومع أنها دعوة ربانية لإنقاذ البشر والفوز بالجنة فهي أيضا دعوة عقلانية أخلاقية و إنسانية عظيمة والإساءة للنبي الخاتم والرحمة المهداة والخلق العظيم جريمة شنيعة ، فالإساءة غير مقبولة في كل الأديان والأعراف ، وهي أعظم في حق الرموز وعظماء الأمم ، مع بشريتهم ونقصهم ، فما بالك بمن يسيء إلى النبوة والرسالة .

إنها إساءة لكل المبادئ والقيم والمثل العليا والأخلاق الكريمة ، إنها إساءة لكل المعاني الإنسانية التي يحملها الأنبياء والمصلحون على مر التاريخ ، وإذا كانت جريمة عظيمة في حق البشرية فهي في حق المسلمين بكل ألوانهم وطوائفهم أعظم جرما وأعظم شناعة ً.
لكن من رحم المحن تأتي المنح ، وتأتي مثل هذه الجرائم البشعة لتزيد المسلمين تآلفا واجتماعا ، واعتصاما وتمسكا بدينهم وعودة لشريعتهم و سنة نبيهم ، وسيموت المسيئون المجرمون الساقطون بغيضهم ، ويسقطون في براثن حقدهم وكراهيتهم للأديان ، وتاريخهم الملوث بدماء الأنبياء .

إن حب محمد صلى الله عليه وسلم سيظل عقيدةً وشريعة وشعارا وسراجا منيرا وسيبقى هو قدوتنا وأسوتنا نستلهم من سيرته العطرة طريق حياتنا و وجودنا ،ونهضة أمتنا ، وشموخ كبريائها ومدراج عزتها و أنفتها وعظمتها ، ونرنوا إلى بريق مجدنا ، ونجم غايتنا وسؤدد أمتنا.



نشر بصحيفة المجاردة الالكترونية  بتاريخ  09-16-2012 

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...