الأحد، 5 نوفمبر 2017

عنف الأطفال بين الأسرة والمدرسة








عنف الأطفال أصبح هاجسا لدى كثير من الأسر والمربين في المدارس الابتدائية ،لهذا العنف أسبابه وقبل البدء في الحديث عن بعض المسببات لابد أن نعرج على تعريف العنف والفرق بينه وبين العدوان وبعض أسباب العنف المتعلقة بالأسرة والأخرى المتعلقة بالمدرسة .

تعاريف العنف كثيرة ومجملها يدور حول السلوك الناجم عن الأذى الشخصي وتحطيم الممتلكات وقيم المجتمع ، حين يعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي وقديكون تعبيرا عن إحباط وفشل وقصور في استجابة المجتمع المحيط أما العدوان فأشمل وأعم من العنف لأن العنف وسيلة للتعبير عن الحالة الشعورية العدوانية . 

في الجانب الأسري : يرى كثير من الباحثين أن التنشئة الأسرية هي الأكثر تأثيرا في السنين الأولى من حياة الطفل ، فالجو الأسري هو المعلم والمربي الأول لمختلف أنواع السلوك وهناك دراسات أشارت إلى علاقة عدوان الأطفال بسلوك الوالدين العدواني وأثر السلوك العقابي المجحف في شخصية الطفل .

ويعد غياب الأب عن المنزل الغياب الطويل من مسببات العنف عند الأطفال ، حيث يؤثر ذلك بافتقاد القدوة ونقص الإشباع النفسي والعاطفي لدى الطفل، وأفادت دراسات علم النفس بأن الطفل ذا الأب الغائب، يواجه فعلياً صعوبة كبيرة في عملية تطور سلوكه الاجتماعي العام. وأضاف آخرون بأن غياب الأب كان سبباً في وجود مشاكل سلوكية وخلقية لدى بعض الأطفال , بحيث تميز سلوك هؤلاء العام بالفجاجة ( عدم النضج ) والعصبية والانحراف، أو بالضعف أحيانا ربما لتعودهم خلال غياب الأب أن يثقوا بالكبار من النساء دون الرجال. كما بينت بعض الدراسات وجود علاقة بين حالات غياب الأب والعادات السيئة وارتفاع نسبة الجريمة لكن هذه الدراسات لايمكن تعميمها .

والقسوة المفرطة والإفراط في الدلال يؤديان إلى شخصية متمردة وعنيفة ، حيث تحول القسوة الطفل إلى متقمص للشخصية القاسية ، فيعامل من حوله بنفس الأسلوب نتيجة للمعاملة التي تلقاها من الصغر ،ويقوم الدلال الزائد والحماية المفرطة إلى صناعة شخصية اتكالية لاتقوم بواجباتها على النحو المطلوب ، ويرى ذاته محور من حوله ومركز عنايتهم واهتمامهم وحين يتحول إلى مجتمع لايبادله نفس النظرة والاهتمام يتحول إلى شخصية عنيفة ومتمردة للفت وجذب الانتباه .

أما في الجانب المدرسي : فإن تكدس الطلاب بأعداد كبيرة في الفصول وفي مباني لاتفي باحتياجات الطلاب التعليمية والنفسية مع قصور بعض الخدمات المساندة يشكل ضغطا نفسيا على المعلم وبالتالي على الطالب ويترجم هذا الضغط إلى عنف مضاد للبيئة التعليمية ومرافقها . ويشكل تجاهل المشكلات داخل البيئة التعليمية وتأخر معالجتها مزيدا من تفاقمها وانتشارها .

ومما يؤدي إلى انتشار عنف الأطفال في المدارس قلة المرشدين الطلابيين ، ، وغياب الأنشطة اللامنهجية خصوصا في المناطق المكتضة بالسكان أو غياب الوسائل المعينة لهما ، سواء كانت مادية أو تدريبية ، ولا شك أن الأنشطة اللامنهجية ، لها أثرها الكبير في تخفيف العنف المدرسي وغياب هذا النوع من النشاطات يؤثر في انخفاض الدافعية لدى الطلاب ، ويؤثرفي القدرة على التعبير الحر ، وفي التنفيس عن الاحباطات وضغوط اليوم الدراسي ، وتعد الأنشطة اللامنهجية رافدا مهما من روافد التعلم التجريبي .

العنف لدى الأطفال له أسبابه المتعلقة بالأسرة والمدرسة ، وقد ظهرت بعض الدراسات المهمة في هذا الباب على سبيل المثال : الدراسىة التي قامت بها د. أمل الفريخ من جامعة الأميرة نورة ، ومازلنا بحاجة إلى مزيد من البحوث والدراسات النوعية بمستوى تلك الدراسة ؛ لمعرفة الأسباب والعمل على العلاج التربوي النفسي السلوكي ، أما إهمال هذا الجانب فسيفاقم المشكلة وربما تتحول إلى ظاهرة يعاني منها المجتمع ويصبح علاجها عسيرا .

نشر في صحيفة المجاردة 16/5/2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...