الأحد، 5 نوفمبر 2017

نحو غدٍ أفضل




يتفاوت الاهتمام بالبنية التحتية والمرافق العامة في المحافظات الصغيرة من محافظة إلى أخرى ، لكن في المجمل تعاني بعض المحافظات المتوسطة والصغيرة من نقص في خدمات البنية التحتية وقصور في خدمات المرافق العامة .

لو أخذنا مرفق الكهرباء في محافظة المجاردة والمراكز التابعة لها كمثال - وهو من أهم المرافق التي يجب العناية بها - لوجدنا معاناة حقيقة من أداء شركة الكهرباء ، فالانقطاع المتكرر ، وسوء الخدمة هو أكثر ما يميز خدماتها ، ومعاناة المجاردة والمراكز التابعة لها من شركة الكهرباء ممضة ومؤلمة ، وقديمة قدم الشركة، وقدم امتيازها المضني والبائس .

كثير من السكان يتحدث عن انقطاع متكرر، عدهُ أحدهم فبلغ أكثر من خمسة عشر مرة في يوم واحد ، ويتحدث آخرون بأنهم يمضون الساعات الطوال دون كهرباء ، وقد نشرت صحيفة المجاردة معاناة الطلاب وهم يستعدون للاختبارات النهائية تحت أضواء الشموع ، وهي معاناة ليست عابرة أو عارضة ، و ليست هينة ؛ فقد مضت السنون والناس على هذا الحال المؤلم ، وهذا الضيم المقلق المؤرق من شركة كهرباء . 

هذه الخدمة المتردية لشركة الكهرباء في مثال لإحدى المحافظات الصغيرة ؛ لها آثارها السلبية على كل شئ تقريبا فالمستشفيات تعاني من قصور هذه الخدمة ، والمدارس وشبكة الانترنت ، والأسواق التي تسجل خسائر في سوق المواد الغذائية القائمة على التبريد بمئات الألوف ، وهو ما يؤثر سلبا على الاستثمار بشكل عام في هذه المحافظات الصغيرة ؛ لتصبح طاردة لرؤوس الأموال والسكان .

ناهيك عن الناس الذين يلفحهم هجير الصيف بدرجة حرارة تفوق 47 درجة في أغلب أوقات الصيف ، وفيهم الأرملة واليتيم ، والمريض المستند على أجهزة مساندة ، والفقير المحتاج ، فبأي ذنب يحرم هؤلاء نعمة الكهرباء الحاضرة اسماً القاصرة خدمة ؟!

المحافظات الصغيرة بحاجة ماسة إلى بنى تحتية مختلفة : من شركات كهرباء و شبكات لمياه الشرب تشمل كل المراكز التابعة لها ، وشبكات الصرف الصحي - ولايخفى على أحد تلك المشكلة التي ظهرت في إحدى المحافظات التي اختلط فيها مياه بعض الآبار بمياه الصرف الصحي لانعدام شبكة الصرف - وايضا شبكات تصريف مياه السيول وتمديدات شبكات الغاز ، ومحطات لتنقية مياه الصرف ، ومعامل تدوير النفايات .

إن المحافظات المتوسطة والصغيرة في وطننا الكبير بحاجة إلى هذه البنى التحتية ، والمرافق العامة بشكل عاجل وسريع قبل أن تتحول إلى محافظات كبرى قاصرة البنى التحتيه ؛ فتنشأ كوارث بيئية تستعصي على الحل ، ولأن إسراعنا في بناء المرافق والبنى التحتية بأعلى معايير الجودة العالمية ، سوف ينهض بهذا الوطن ، ويسير به نحو التقدم والرفاه ، وهي رؤية خادم الحرمين الشريفين لبناء وطن وغدٍ أفضل .

نشر في 7/12/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...