الأحد، 5 نوفمبر 2017

دعوة للجمال





إن الله جميل يحب الجمال ، جمال الإنسان ، وجمال الكون ، وجمال الحياة . فجمال الإنسان بما يحمل من قيم خالدة الجمال ، من صدق وأمانة ، ووفاء وكرم ، وشجاعة ، وصبر ، ونبل وعفة . إنه جمال يرقى بالإنسان إلى درجة الإنسان الصالح الذي ُخلق في أجمل صورة بين المخلوقات منظرا وعقلا . ويرتقي الإنسان بالتقى والقيم ،والأخلاق الكريمة ، ويزداد جمالاً بنظافة القلب والضمير والمظهر .

وجمال الكون في آياته العظيمة الباهرة الحسن من البحار ، والأنهار والجبال والأطيار والأشجار والأزهار، فهي شاهدة على جمال هذا الكون ، وعلى إبداع الخالق سبحانه، فالكون آية في الحسن والجمال المثير ، لم تعبث به سوى أطماع الإنسان وشحه .

فشوهته بالتلوث المقيت ورسوم المباني القبيحة ، ومساكن قريبة الشبه بصناديق الطيور ، فلا جمال ولا روح معمارية معتزة تصبغ معالم المدينة . كل ذلك من أجل الكسب السريع ، متناسين حاجة الإنسان إلى منظر الزروع والأزهار وإلى الهواء النقي من تلك الزروع وإلى منظر الماء في نوافيره الرائقة ، وإلى طريق للسير على أقدامه يسير عليه كباقي البشر ، وتناسى أن الكون مبنيٌ على الجمال المترف ، وأن الله جميل يحب الجمال .

وجمال في الحياة : في السياسة والدين والاقتصاد والاجتماع ، فجمال السياسة بالحرية ، وأن يعيش الناس كما ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، وأن تكون سيفا على الظلم نصرا للعدل ، وجمال " الدين " أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة ب " لا إكراه في الدين " ، وجمال الاقتصاد أن يكون المال دولة بين الناس فلا لايقف في يد فئة دون أخرى ، أو طبقة دون طبقة ، وجمال الاجتماع في السلم والبعد عن العنف والجريمة بشتى صورها ، والرفق والأناة واحترام كل للآخر برغم اختلافه ، والبعد عن كل ما يعكر صفو المجتمع من إثارة الفتن والدعوة إلى العنف والقسر . إن جمال الحياة في أن نعيش جمالها بألوانها وأصواتها واختلافاتها ، وأن نرسم لوحة جميلة للحياة مكتوب فيها إن الله جميل يحب الجمال .


نشر في صحيفة المجاردة 26/11/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...