السبت، 4 نوفمبر 2017

سيد الطعام









ما هو  سيد الطعام ؟  تختلف الأراء والأذواق حول إجابة  هذا السؤال . وعند  البحث في السنة النبوية وأراء الأطباء والحكماء والاختيارات التعبدية  في الفدية والعقيقة والوليمة والأضحية وفي المناسبات الدينية والدنيوية  يبقى هو سيد الأطعمة والأدلة على ذلك كثيرة .

فى سنن ابن ماجه من حديث أبى الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سَيِّدُ طَعَامِ أهْلِ الدُّنيا وأهْلِ الجَنَّةِ اللَّحْمُ)).وفي إسناده ضعف  ومن حديث بُريدةَ يرفعه: ((خَيْرُ الإدَامِ فِى الدُّنيا والآخِرَةِ اللَّحْمُ)). وكان الرسول (ص) يأكل اللحم   من ذكور و إناث الضأن  والماعز وغيرها من بهيمة الأنعام .
.
قال الزُّهْرى: أكل اللَّحْم يَزيدُ سبعين قوَّة، وقال محمد بن واسع: اللَّحْم يزيد فى البصر،
ويُروى عن على بن أبى طالب رضى الله عنه:(( كلوا اللَّحْمَ، فإنه يُصَفِّى اللَّوْنَ، ويُخْمِصُ البَطْنَ، ويُحَسِّنُ الخُلُقَ))
،وقال نافع: كان ابن عمرإذا كان رمضانُ لم يَفُتْه ا للَّحْم، وإذا سافر لم يفته اللَّحْمَ.         


قال الغزالي في الإحياء ودل على حصول الإكرام باللحم قوله تعالى في ضيف إبراهيم    
إذ أحضر العجل الحنيذ أي المحنوذ وهو الذي أجيد نضجه وهو أحد معنى الإكرام أعني
تقديم اللحم وقال تعالى في وصف الطيبات وأنزلنا عليكم المن والسلوى المن العسل
والسلوى اللحم سمى سلوى لأنه يتسلى به عن جميع الإدام ولايقوم غيره مقامه ،
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : سيد الإدام اللحم ثم قال بعد ذكر المن والسلوى كلوا
من طيبات ما رزقناكم ، فاللحم والحلاوة من الطيبات
ومما يُذكر من حكم العرب قولهم : مَن تركه أربعين ليلة ساء خُلُقه ..


وقد تحدث الأطباء عن فوائده الصحية فالدكتور فوزي الشبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة يؤكد  أن اللحم بشكل عام يتمتع بقيمة غذائية عالية حيث أنه يمد الجسم بالبروتينات والأملاح والدهون الضرورية. كما أنه يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاج إليها الجسم ولا يستطيع تخليقها.

 ويشير الشوبكي إلى أن الإنسان بحاجة من 50 إلى 60 جرام من البروتين يومياً، حيث تحتوي المائة جرام من اللحم على 20 جراماً من البروتينات وهو ما يعني أن المائة جرام من اللحم يوفر نحو ثلث الاحتياج البروتيني اليومي.

ويعتبر اللحم من أغنى الأغذية بالزنك والذي يدخل في بعض عمليات الجسم الحيوية الهامة مثل الحفاظ على حاسة الشم وتنظيم مستوى السكر بالدم ومستوى التمثيل الغذائي. ويعمل أيضاً على رفع المناعة ويساعد في سرعة التئام الجروح. كما أن اللحوم تُعد  أغنى الأغذية جميعاً بالحديد، الضروري للحفاظ على مستوى الهيموجلوبين بالدم وحماية الإنسان من أمراض فقر الدم. وهو كذلك مصدر جيد من مصادر العناصر المعدنية مثل الفوسفور والبوتاسيوم والماغنيسيوم والسيلينيوم وفيتامين ب و ثبت أن لحم الإناث من الضأن والماعز بارد من حيث الصحة على جسم الإنسان ، بينما لحم الذكور له خاصية الحرارة . .


من الظواهر الغريبة على المجتمع العربي الإسلامي  ظاهرة تحريم ما أحل الله من الطعام الحلال بغير مانع شرعي أو طبي . تسللت  هذه الظواهر مع الاحتكاك بالثقافات الأخرى المختلفة والتي ترى تحريم أكل اللحوم بالجملة استنادا إلى ثقافات ومسببات اعتقادية  مختلفة
.
وقد بدأت ظاهرة التحذير من أكل اللحوم عند طائفة في الديانة  البوذية والهندوسية  كنوع من التصوف المذموم وبعدا عن قتل أي كائن حي ،  ورددها بشكل ممجوج بعض المعجبين بهذه المناهج  ، وهو تحريم لما أحل الله بغير وجه حق .



 أما الغربيين فإن أضرار اللحوم التي يتحدثون عنها ناتجة عن طريقة ذبح الماشية لديهم ، التي لا تعتمد الطريقة الإسلامية في الذبح و طرقهم مختلفة عن المسلمين حيث يتم  تخدير  الحيوان  وقتله دون   أن  تفرغ اللحوم من الدماء الضارة  ولهذا تحدث الأضرار . .

وهذا ما أشار إليه كثير من الباحثين في أن من الضرر  ، أن تترك الدماء في جسد الحيوان دون خروجه من جسد الحيوان ، والأفضل أن يذبح الحيوان دون فصل الرقبة سريعا بل تترك لدقائق  ؛ والسبب أن الجهاز العصبي يرسل إشارات إلى القلب لضخ الدماء إلى الدماغ فيهتز كامل الجسم لضخ الدماء فتخرج خارج الجسم ‘ في حين أن  فصل الرقبة مبكر يجعل هذه الإشارات لاتصل إلى  القلب ولا يتخلص الجسم من كامل الدماء الضارة .

فالدماء من أخصب البيئات لنمو الجراثيم ، كما أنها تحمل هي بنفسها مواداً ضارة لجسم الإنسان ، ولو بقيت هذه الدماء في اللحوم بعد موت الحيوان مباشرة فإنها تكون بيئة صالحة وخصبة لنمو الجراثيم  .
كما أن ذبح الماشية على غير الطريقة الإسلامية  لها عواقب خطيرة على صحة الإنسان ، وذلك لأن الحيوان حين  يُضرب بهذا الشكل ؛  يموت موتاً بطيئاً ، وهذا الموت البطيء يكون سبباً في أن يفقد الغشاء المبطن للأمعاء الغليظة قدرته على حجز البكتريا الموجودة في الأمعاء الغليظة الموجودة في جسد الحيوان ، فتخترق البكتريا جسد الحيوان وتجد الدماء فتسبح فيها وتسير وتتفاعل معها حتى تنتشر في جسد الحيوان كله )

 وأسلم طريقة لتناول لحوم خالية من الدماء والبكتريا هي بالتخلص من دماء هذا الحيوان وإخراجها منه حسب الطريقة الإسلامية . .

لهذا فالإسلام لم يحرم هذه المادة الغذائية الهامة لصحة الإنسان ،  بل جعل لها ضوابط شرعية تضمن سلامة المنتج ؛ حفاظا على صحة الإنسان  ،. و جعل اللحم قرين الفرح والأعياد واختاره خاصة من كل أصناف الطعام ليكون تعبيرا عن شكر الله والثناء عليه في المناسبات السارة ،  وهذا في الديانات الثلاث .

أما البوذية والهندوسية ومن اتبع منهجها فهم يحرمون ما أحل الله بغير وجه حق وهو معتقد يدينون به . أما من ترك اللحوم بناءً على توصية  طبية فهذا ليس مقصودا بهذا  الحديث .يجدر الإشارة إلى توصيات طبية توصي  بعدم الإفراط في أكل اللحوم لكنها لا تنفي قيمته الغذائية الهامة . .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...