منذ أكثر من عشر سنين مضت ، ثار موضوع النقاب . وهل هو واجب أو سنة ، وأثار فضولي في ذلك الوقت المختلفون حول المسألة كما يحدث اليوم ، فقررت البحث بنفسي عن المسألة في المراجع الشرعية من كتب الفقه والتفسير وشروح الحديث ، وقرأت كثيرا في المسألة من الجانبين ، وقرأت كتب العلماء كالشيخ المحدث الألباني وعبدالحليم محمد أبو شقة وعبدالكريم زيدان فضلا عن الاتصال بالعديد من طلبة العلم والعلماء في وطننا العربي الكبير وتكونت قناعة شخصية على أساس مرجعية شرعية أن وجه المرأة ليس بعورة . وهذه القناعة ليست فتوى ولا أعدها كذلك .
قد يعترض معترض ويقول تخصصك ليس في العلم الشرعي ، أعترف بذلك لكن كل ما قرأته وسمعته كان من علماء شرعيين ، وهذا لا يمنع من احترام الرأي المخالف وتقدير عرف المجتمع .
اليوم عادت المسألة إلى الواجهة الإعلامية مرة أخرى ، وتصدى الشيخ الدكتور أحمد الغامدي- مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة سابقا - بنشر أبحاثه الشرعية على الناس ، ولاشك أنه مقتنع تماما بما يرى وبما ينشر بحكم ما يملك من أدوات البحث الشرعي ، والمتأمل بعين الروية يرى أن الشيخ الغامدي لم يخرج من دائرة الشريعة ، وأن الخلاف في هذه المسألة قديم ومبثوث في كتب العلم وليس جديدا ، ربما صراحته وجرأته استفزت المخالفين ، لكن هذا لا يعني مروق الرجل من الدين وخروجه من الملة . وإعطاء المبرر للتهجم على الرجل .
في تاريخنا الإسلامي كثير من قصص العلماء الذين اضطهدوا من أجل أفكارهم وآرائهم فالإمام مالك جُلد من أجل رأي ، والأمام أحمد بن حنبل سجن وعذب من أجل رأي ، والأمام ابن تيمية كذلك سجن من أجل رأي. "رحمهم الله جميعا" .
ورأي الشيخ الغامدي كما يقول العلماء: هو خلاف معتبر ، فلماذا التجريح والسب والشتم والتهجم بشكل لا يليق بمسلم ؟ قالوا قديما : " لا إنكار في مسائل الخلاف " ، وقالوا أيضا : "خلاف الرأي لا يفسد للود قضية " فلماذا يفسد الود مع باحث شرعي قال برأيه واجتهد ؟! .فإن اصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر وحسابه على الله ، ويتولى العلماء الرد عليه مع الاحتفاظ بحق الأخوة الإسلامية .
نشر في صحيفة المجاردة في 19/12/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق