مهنة التربية والتعليم من أجل المهن وأشرفها ، وحمل رسالة التربية والتعليم تحتاج إلى قدوات لها من العظمة والكرامة والنبل ما يسعها لحمل هذه الرسالة ؛ ولهذا قام بها أشرف الناس وأطهرهم من الأنبياء والمرسلين والمصلحين ، فكانوا القدوات والنجوم التي يستضاء بها في عتمة الأهواء ، ومفارق دروب الحياة .
وحين نُذكر القدوات نستلهم سيرة نبينا وسيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم شخصية عرفها التاريخ، وأعظم قدوة على تعاقب الأزمان ، ولاغرو في ذلك فقد تحمل في سبيل الرسالة والتربية والتعليم أهوالا من المصاعب والمشاق ستظل نبراسا لكل من سار على هذا الطريق .
هذا الطريق المحفوف بالمخاطر وأشواك الآلام فمن التكذيب والتشكيك إلى الترهيب و الترغيب إلى البهت والاتهام إلى الحصار والتجويع إلى التهجير ثم إلى المعارك التي خاضها في سبيل نشر الرسالة وتربية الناس وتعليمهم وإرساء قواعد العدل والحق والنور.
كل هذه المصاعب لم تثن عزيمته صلى الله عليه وسلم ، ولم تفت في عضده بل زادته إصرار وتصميما حين أجاب بقوله : صلى الله وسلم ( والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته ) كل هذه التضحيات الكبرى ؛من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور وحمل مشعل النور والإشراق لإضاءة الدروب المعتمة -_ وهذا الدور هو بعينه الدورالحقيقي للمعلم _ .
هذا الصبر الجميل العظيم الرفيق وهذه العزيمة الفذة هي مما نستلهمه من سيرة سيدنا وقدوتنا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم ونستلهم من سيرته العطرة الصدق والأمانة والرفق وهي صفات كل مرب ومعلم ومصلح أعد نفسه لهذه الرسالة وأخذ على عاتقه حمل هذه الأمانة لتصل دعوته وتبلغ رسالته ويكون أثره في الناس كبيرا ، لايقف في طريقه فقر مدقع ، ولا غنى مطغ ، ولاتتبع لشهوات أو ترف مهلك ومفسد .
في اليوم العالمي للمعلم يستلهم المعلمون تلك الصفات العطرة التي يرتكز عليها المربون وحملة الرسالة وكل من حمل هم تربية الناس وتعليمهم وتوجيههم وإرشادهم . ومن سار على هذا الدرب من المصلحين حتى يتحقق لهم وعد الله سبحانه .حيث يقول في سورة النور " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا "
نشر في صحيفة المجاردة في 9/10/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق