بعض مخاطر الألعاب الإلكترونية
تعد الألعاب الإلكترونية وسيلة من وسائل الترفيه والمتعة والإثارة ، لدى الأطفال والكبار على حد ٍ سواء ، لكن هذه الوسيلة الترفيهية لم تعد ترفيها محضا ، ولا متعة بريئة ، فقد تخللها بعض الأضرار النفسية ، والجسدية ، فيما تؤدي بعض الألعاب إلى جر اللاعبين إلى ما لا يحمد .
توجد الألعاب الإلكترونية منذ أكثر من نصف قرن ، وتطورت وتشعبت وغاصت في دهاليز الأنترنت ، وتحولت في بعض الأحيان إلى وسيلة للتلاعب بالسلوك البشري .
جون هبسون مصمم موقع ألعاب إلكترونية تأسس عام 1997بدأ يحلل الجاذبية في الألعاب الإلكترونية في ضوء نظرية السلوك الشرطي المثبتة ، ويصف هبسون كيف يمكن الضغط على اللاعب مثل الجرذ من أجل الاستمرار في اللعب عند حصول المكافآت تحت ظروف معينة .
في كتاب ( تغير العقل ) تحدثت سوزان غرينفيلد عن بحث أجري عام 2002 على ما يقرب من 4000 لاعب وتوصل إلى أن أكثر الاعبين اعترفوا بأنهم يمارسون الألعاب بشكل مستمر لمدة 10 ساعات في الجلسة الواحدة وذكر البحث أن 15% منهم تسببت لهم الألعاب الإلكترونية في مشكلات دراسية وصحية أو مالية إضافة إلى مشكلات في العلاقات العائلية حين ينهج اللاعب السلوك الإدماني تجاه هذه الألعاب .
يرى كريغ أندرسون – وهو أستاذ ورئيس قسم علم النفس في جامعة ولاية اوهايو وأحد كبار الباحثين في مجال العنف المتضمن ألعاب الفيديو – أن الألعاب العنيفة تعزز العدوان المنخفض والزيادة في الميل تجاه السلوك العدواني .
والثابت أن الصورة تظهر علاقة واضحة بين ممارسة الألعاب العنيفة وزيادة الأفكار والمشاعر العدوانية ، بما في ذلك الجرأة على المخاطر كما يحدث في ألعاب السيارات وسرقات السيارات والحروب والقتل .
أما الأضرار الجسدية فقد تحدث باحثون أن مدمني الألعاب الإلكترونية يعانون من انخفاض كبير في نشاط المناطق الدماغية ، المتعلقة بالعمليات البصرية والسمعية ، وهو ما قد يضعف استجابة المناطق البصرية والسمعية في الدماغ .
وتعد ” لعبة الحوت الأزرق ” و هي لعبة قاتلة وفي غاية الخطورة ؛ لأنها تحث اللاعبين على الانتحار و تستهدف الشباب والأطفال وتنهي حياتهم منتحرين ، وقد و قعت حوادث مشابهة في كثير من بلدان العالم وبدأت بعض الحكومات في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة مثل هذه الألعاب الخطرة .
وتبقى المسؤولية الكبرى على الأسرة ( الوالدين ) و الشباب الواعي في درء هذه المخاطر ، خاصة وأن الشباب والأطفال مقبلون على إجازة طويلة يمكن استثمارها بشكل أفضل .
محمد عايض آل عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق