الأربعاء، 13 يونيو 2018

كرة القدم ..الوجه الآخر

هذه الجماهيرية الطاغية لكرة القدم ، كيف صُنعت ؟ هل هو مجرد هوس عالمي بالرياضة ، أم أن للعبة وجه آخر ؟
يحتفل العالم كل 4 سنوات من عام 1930م بهذه اللعبة والتي بدأت مجرد لعبة جماهيرية مسلية لكن ظهور البث التلفزيوني وتقبل الجماهير لها بدل الحال وتحولت من مجرد لعبة شعبية إلى أداة استثمارية ، وصناعة لها أدواتها وعالمها .
تتسابق الدول اليوم على هذه الصناعة الرياضية وعلى الاشتراك في الاتحاد الدولي لكرة القدم ويبلغ عدد المسجلين تقريبا 211دولة وعدد اللاعبين المسجلين حول العالم 250 مليون لاعب ، وعدد الحكام والإداريين 5 ملايين وعدد الأندية 300 الف ناد حول العالم تقريبا .
تعد أوروبا أكبر أسواق كرة القدم حول العالم ، وتقدر حجم الأموال المتدفقة على أندية القارة الأوروبية من الشركات الراعية بحوالي 14 مليار يورو ، كان أكبر المستثمرين العالميين رجال أعمال صينيون ضخوا أكثر من 2.5مليار دولار في حوالي 20 ناديا أوربيا ، كما أشتروا حصة في نادي مانشستر يونايتد قيمتها 400مليون دولار وحصة آخرى بقيمة 270مليون دولار في ساوثمبتون .
على مستوى العالم العربي كان الإماراتيون سباقون إلى هذا النوع من الاستثمار بدخول صندوق أبوظبي السيادي في نادي مانشستر سيتي ، ثم الاستحواذ على نادي خيتافي الإسباني بمبلغ 90 مليون يورو .
على المستوى المحلي بدأت شركة الاتصالات السعودية عام 2006مجال الاستثمار ورعاية كرة القدم برعاية دوري المحترفين بعقد قيمته 5 ملايين ريال لكل ناد ، بعد عام قام نادي الهلال بفسخ العقد والتعاقد مع شركة موبايلي لمدة 5 سنوات بمبلغ 87 مليون لكل عام ، وفي يونيو 2009 تعاقدت شركة زين لرعاية دوري كرة القدم ليحمل أسمها بصفقة قدرت ب300 مليون ريال لمدة خمس سنوات ، بعدها تعاقدت شركة عبداللطيف جميل لرعاية الدوري بمبلغ 600مليون ريال ليحمل اسمها 6 سنوات .
في كأس العالم 2018 بحسب موقع " الاقتصادي "عن تقارير صحفية أن بطولة كأس العالم ستدعم الاقتصاد الروسي ب31 مليار وترفع قيمة الناتج المحلي الروسي إلى 30.8مليار دولار من 26 مليار دولار ، بينما تتوقع اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2018 أن تنظيم كأس العالم أضاف للناتج المحلي الروسي خلال 5 سنوات من 2013إلى 2018 مايقرب من 867 مليار روبل روسي . ما يعادل 14 مليار دولار ، وبلغ إجمالي الإنفاق على البطولة 11مليار دولار ووفر 220ألف وظيفة وفرصة عمل .
أمست كرة القدم اللعبة الجماهيرية الأولى على مستوى العالم لأسباب متعددة ، أهمها اقتصادية وإعلامية. لكنها لم تعد مجرد لعبة بل أداة استثمارية وصناعة تشمل عقود اللاعبين ، ، والعقود الإعلانية ، وحقوق البث التلفزيوني ، ومقاولات المنشآت الرياضية ، واستثمارها ، وصناعة الملابس الرياضية ، والماركات المسجلة ،والهدايا التذكارية ، والقنوات الرياضية وما يتبعها من وظائف ، والخدمات المتعلقة الأخرى ، كسكن الوفود والمعسكرات والنقل الخ ....
. هذا الوجه الآخر لكرة القدم جدير بالعناية والتنافس والأخذ بعين الأعتبار .
في الختام نتمنى لمنتخبنا الوطني المشارك في روسيا كل التوفيق . وكل عام وأنتم بخير .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...