الجمعة، 29 نوفمبر 2019

البحث عن إنسان




البحث عن إنسان

التساؤلات الوجودية الكبرى عن ماهية الإنسان ‘ تساؤلات قديمة قدم التاريخ حيرت كبار الفلاسفة ، واحتارت فيها العقول المتسائلة عبر العصور ، ومن أجلها قامت مدارس فلسفية متباينة للبحث عن ماهية الإنسان ، مامصدره ؟ ومن أين أتى ؟  ولماذا  أتى  ؟ وما دوره في الحياة ؟ وما مصيره ؟ أسئلة كبرى حارت فيها العقول .

يُروى في السنة النبوية المطهرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقرأ سورة الإنسان في فجر يوم الجمعة
هذه السورة الكريمة اشتملت على إجابة لهذه الأسئلة المحيرة ، ولكنها أيضا  أكدت على مسائل هامة لدور الإنسان الأخلاقي والقيمي في هذه الحياة  ، منها حق الاختيار إما شاكرا وإما كفورا  ، والتأكيد على قيمة العقل الذي يقوم الاختيار على أساسه ،  وأشارت إلى مفهوم "  الأبرار  " قال بعض المفسرين :  الأبرار هم الذين لا يؤذون الناس ، و قال الحسن : الأبرار هم الذين لا يؤذون الذر .  وجاء بمعنى طاعة الله ،  وبمعنى الصدق ، وقال القرطبي أن  الأبرار الذين لا يؤذون أحدا ..

ومما أكدت عليه السورة الوفاء بالعقود والعهود وهذا استنبطه المفسرون من قوله تعالى  ( يوفون بالنذر )  فأضافوا إلى معناه الشرعي معنى الوفاء بالعهود ،  قال الكلبي  في مفاتيح الغيب : المراد بالنذر العهد والعقد .

 ومما أكدت عليه السورة في دور الإنسان  الأخلاقي والقيمي  قوله تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ...الآية ) قال بعض المفسرين المقصود هو ، الإحسان إلى المحتاجين والمواساة معهم بأي وجه كان  ، وإن لم يكن ذلك بالطعام بعينه ، واختير التعبير بالطعام لأن ذلك من قوام الأبدان ولا حياة إلا به .  ذكره الرازي وذهب إليه القرطبي في تفسيره .

هذا الدخن الذي تغشى  منظور البحث عن ماهية   الإنسان ودوره ، والإنسان  الأخلاقي والقيمي ،  وهذه الفجوة السحيقة بين الواقع والمثال  ، لها أسبابها المختلفة .  فالبحث المتجرد عن الحقيقة في القرآن الكريم وتفسيره وفي  وصحيح السنة الذي لا يخالف نصا قرآنيا - بعيدا عن الأهواء والتحزبات -  سيقود حتما  لوصف  حقيقة الإنسان و ( الإنسان الأخلاقي  ) على وجه الخصوص  . يقول تعالى  ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين )

الأحد، 24 نوفمبر 2019

ليـــاليــــے أديــس …





منذ أن دفعني أخي أحمد لزيارة هذه المدينة أديس أبابا دفعا ..اتخذتها مصيفا ومنتزها سنويا ..أديس أبابا ليست عاصمة فقط إنها حاضنة لكل الأمم والشعوب والأديان والألوان واللغات والأفكار ، في ود وسلم اجتماعي نادر . ، اختارها المطر وعانقها السحاب وغطاها الشتاء في وقت يتلظى الناس فيه جمرا . تعانق القادمين بترحاب وابتسامة آسرة .
في كل عام التقي بشخصية لها حضورها الفكري من مواطن شتى ، من مختلف الجنسيات ، في أمسيات أدبية وفكرية وفنية أحيانا ... أمسيات هذا العام كان متحدثها صديقا وجارا أديسيا ودودا ، واعتذر عن ذكر اسمه حفاظا على خصوصيته ، كان مختلفا ، فكرا وطيبة ،وكرما ، هو رجل له مكانته واسهامه في العديد من المؤسسات .
في إحدى الأمسيات ، تحدث إلينا حديث الصديق الصادق المحب عن رؤية المملكة وتعزيز دورها الريادي وأثنى كثيرا على الأمير محمد بن سلمان واعتبره أحد القادة المجددين ، كان حديثه شائقا ومقنعا ومفيدا . كانت شبه محاضرة لكنها من طراز أخوي بين أصدقاء ومحبين ، لم أجد في حديثه تكلفا ، كان يتحدث بصدق مبشرا بمستقبل واعد وزاهر لبلادنا .
الأمسيات في أديس أبابا كانت عفوية وزيارات ودية في مدينة هادئة ووادعة ، ولكن لايعني هذا أن المدينة خالية من المشكلات ، فهي بلد افريقي يصعد على سلم الازدهار ، ويختلف الناس في تقييم المدينة والنظر إليها ، فكل ينظر إليها من زاويته . لكن المتفق عليه أنها مدينة الحرية والمطر والسلام ، وزهرة الشرق الناشئة . الماطرة بالود ، الهاطلة بالحرية ، الباردة بالابتسامة والبساطة والعفوية ، هذه الأمسيات العميقة والثرية قليلة لكنها مؤثرة وجميلة وعميقة في الذكرة

نشر بصحيفة المجاردة في 28/7/2019

دردشة في التربية





تربية المجتمع على الأخلاق الفاضلة مسؤولية النظام التربوي تشترك معه جهات مختلفة لكن تبقى مسؤوليته الأولى ، وقلب الخلق الفاضل هو الضمير الحي ؛ لذلك فصناعة الضمير الحي لا تأتي من فراغ ، إنها نتاج عمل مؤسسي ممنهج وطويل ، تساعد في بنائه مجموعة من مؤسسات المجتمع ، بداية من الأسرة ثم المدرسة والمسجد ، ثم المجتمع بكافة فئاته ووسائل التأثير فيه . البذرة تزرع في الأسرة وهي النواة الأولى لزراعة القيم الفاضلة ، ثم يتولى النظام التربوي رعايته وسقايته وصياغة الأهداف الكبرى للأجيال كي تحفظ هذا الفضيلة القيمية وتورثها لمن بعدها .
لماذا تهتم الأمم بصناعة الضمير ؟ لأن الضمير الحي في أي مجتمع هو صمام الأمان ، فحين يسترخي هذا الضمير ، أو يغفو يصبح المجتمع لقمة سائغة بيد الأعداء ، عليك أن تتخيل أي مهنة يعمل صاحبها بدون ضمير ، حين يغفو الضمير تنهار المجتمعات وتأكل بعضها بعضا وتموت فيها الفضائل . . لهذا كانت الأمم تعنى عناية خاصة بصناعة الضمير الحي .
إن الأم الفاضلة والأب الجدير بالاحترام والأسرة النبيلة تقوم على رعاية بذرة الضمير الحي في أبنائها ، ثم تستلم المؤسسات التربوية زمام الأمور بما تشمل من التربويين ودورات تطوير الذات والمهتمين بالشأن التربوي ، جميل أن نهتم بالطموح لكن الحذر من تغول وحش الجشع وفرط الأنانية والحرص على الفردانية في أبنائنا ، بدعوى الطموح ، .
إن العناية بتربية الضمير الحي وقيمة العطاء والوفاء وجملة الأخلاق النبيلة مسؤولية النظام التربوي في المقام الأول ، ولذلك أقول لكل تربوي : خير مشروع تقدمه لوطنك ولأمتك ويأتيك أجره حتى بعد مماتك هو " صناعة إنسان بضمير حي "
بقلم : محمد عايض آل عمر _ جدة

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...