الأحد، 24 نوفمبر 2019

دردشة في التربية





تربية المجتمع على الأخلاق الفاضلة مسؤولية النظام التربوي تشترك معه جهات مختلفة لكن تبقى مسؤوليته الأولى ، وقلب الخلق الفاضل هو الضمير الحي ؛ لذلك فصناعة الضمير الحي لا تأتي من فراغ ، إنها نتاج عمل مؤسسي ممنهج وطويل ، تساعد في بنائه مجموعة من مؤسسات المجتمع ، بداية من الأسرة ثم المدرسة والمسجد ، ثم المجتمع بكافة فئاته ووسائل التأثير فيه . البذرة تزرع في الأسرة وهي النواة الأولى لزراعة القيم الفاضلة ، ثم يتولى النظام التربوي رعايته وسقايته وصياغة الأهداف الكبرى للأجيال كي تحفظ هذا الفضيلة القيمية وتورثها لمن بعدها .
لماذا تهتم الأمم بصناعة الضمير ؟ لأن الضمير الحي في أي مجتمع هو صمام الأمان ، فحين يسترخي هذا الضمير ، أو يغفو يصبح المجتمع لقمة سائغة بيد الأعداء ، عليك أن تتخيل أي مهنة يعمل صاحبها بدون ضمير ، حين يغفو الضمير تنهار المجتمعات وتأكل بعضها بعضا وتموت فيها الفضائل . . لهذا كانت الأمم تعنى عناية خاصة بصناعة الضمير الحي .
إن الأم الفاضلة والأب الجدير بالاحترام والأسرة النبيلة تقوم على رعاية بذرة الضمير الحي في أبنائها ، ثم تستلم المؤسسات التربوية زمام الأمور بما تشمل من التربويين ودورات تطوير الذات والمهتمين بالشأن التربوي ، جميل أن نهتم بالطموح لكن الحذر من تغول وحش الجشع وفرط الأنانية والحرص على الفردانية في أبنائنا ، بدعوى الطموح ، .
إن العناية بتربية الضمير الحي وقيمة العطاء والوفاء وجملة الأخلاق النبيلة مسؤولية النظام التربوي في المقام الأول ، ولذلك أقول لكل تربوي : خير مشروع تقدمه لوطنك ولأمتك ويأتيك أجره حتى بعد مماتك هو " صناعة إنسان بضمير حي "
بقلم : محمد عايض آل عمر _ جدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...