الجمعة، 11 مايو 2012

من كافا إلى ..كافي


من كافا ..إلى ..كافي "Cafe"


من مقاطعة " كافا " بأثيوبيا ومدينة "جما" بالتحديد ظهر المشروب الذهبي الذي غزا العالم حتى أصبح ثاني أهم سلعة في العالم بعد النفط .


فقبل أكثر من 4000سنة اكتشف البن بالمصادفة ،ومع أن الروايات لاتثبت ولاتنفي خبر ذلك الراعي الذي أكتشف هذا النبات السحري ؛ إلا أن الحقيقة الثابتة أن هذا المشروب المستخلص من ثمار تلك الشجرة "القهوة " أصبح رمزا اجتماعيا هاما في مختلف أنحاء العالم . فماهي قصته ؟


تبدأ القصة حين حمل التجار العرب تلك النبتة من أرض مملكة أكسيوم ( أثيوبيا ) من مقاطعة كافا إلى مدينة ( المخا ) باليمن والتي تنسب إليها نوع القهوة (موكا ) حيث استنبتوها هناك وذلك في القرن الثاني بعد الميلاد ، وتقول رواية أخرى: أن أول من أحضرها من الحبشة إلى الجزيرة العربية مفتي عدن أبو عبدالله الذ بحاني حيث كان على علاقات واسعة مع التجار الأحباش في القرن التاسع الهجري .


ثم انتقلت إلى بقية الجزيرة العربية والشام عن طريق الرحلات التجارية وكان للعثمانيين دور بارز في نقل هذا المشروب إلى أوروبا من خلال حملات الجيش العثماني حيث أسموها كويف وأطلق عليها الإيطاليون ""Café كافي ثم استعملها الأنجليز بعد ذلك وانتشرت في كل بلدان أوروبا .

وقد حرمت الكنيسة الأوربية هذا المشروب القادم من الشرق وبدأ علماء مسلمون يتوجسون من هذا المشروب الساحر خيفة ثم عارض بعضهم تداوله ، ومن علماء اليمن من حرمه في بداية الأمر ، ثم سار في ركبهم بعض علماء الحجاز ومصر وعدوها نوعا من المسكرات ، وصدرت فتاوى في نجد تحرم شرب القهوة ، كما يذكر ذلك الأستاذ عبدالله العسكر في مقال له في جريدة الرياض ، وبقيت القهوة محرمة إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري .

انتشرت زراعة القهوة في أكثر من سبعين دولة ، وتصدرت البرازيل دول العالم في الإنتاج ، وتلتها دول مثل فيتنام وكولمبيا وأندونيسيا وأثيوبيا والهند والمكسيك و جواتيمالا ، وتنتج جمايكا أغلى أنواع البن في العالم ، حيث يزرع في الجبل الازرق ويبلغ سعر الكيلو 115 دولار ،ويعد من الأنواع النادرة في العالم .



للبن نوعان رئيسيان وهما : " أربيكا " و " روبوستا " ويعد ثلاثة أرباع البن المزروع في العالم من النوع " أربيكا " وهي شجرة البن العربية الأصل ، وتعتبر المرتفعات المطيرة أفضل البيئات لزراعة البن وتثمر الشجرة بعد 3سنوات وتنتج لمدة 50 سنة ولاتزال القهوة ""Café " القادمة من كافا من هضبة أثيوبيا هي المشروب الذهبي للمناسبات الاجتماعية على مختلف المستويات ، وهي كذلك سلعة رئيسة في البورصات الدولية ، وثاني أكبر سلعة متداولة بعد النفط .


نشر  بصحيفة المجاردة الإلكترونية  بتاريخ  4/5/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...