لايخلو
مجتمع من المشكلات العائلية الأسرية أو
القبلية ، فالحياة ليست سرور دائم وسعادة
أبدية ، لابد أن يتخللها شي من الضيق والكدر ، والمضايق الحياتية ، مالية ، صحية ،
أسرية ، أو شي مما يتعلق بالعلاقات
والأعمال ...الخ .
كل
هذا وارد الحدوث ، لكن يبقى تفسيرنا لهذه الأحداث إما بسوداوية عمياء أو بسذاجة
مدمرة . والنظرة إلى الأمور بسوداوية وقتامة مطلقة ،
يحيل الحياة إلى بؤس شديد ويورث النفس الكلل والملل والمرض ، وعلى الضفة الأخرى النظرة إلى المشكلات بسذاجة مفرطة بالغ في الضرر .
إن
وقوع المشكلات دون استشراف مسبق لحدوثها ودون نظر
إلى أسبابها وتحليل لمسبباتها وبحث في
حلولها الممكنة ؛ يعد إهمالا يسهم في تفاقم المشكلات واتساع دائرتها وتزايد تعقيدها .
استشراف
المشكلات ثم معالجتها وقطع دابرها من
بداية وميض شررها قبل تضخمها - خاصة الأسرية أو القبلية أو ماشابه ذلك - . يقي من
الكوارث لا سمح الله ،و يقي من الانخراط في
دوامتها ومتاهاتها ودوائر أحقادها ، وجروح
طعناتها ودمائها ، وكثير من الأحداث التي قد لا تحمد عقباها . وقصص قد لا تنتهي والتاريخ
خير شاهد . .
هناك
أمر هام هو دعوة العقلاء والحكماء من المصلحين إلى إصلاح ذات البين وبنفس الأهمية أيضا يجب البعد عن مثيري الضغائن ومحرضي الناس على بعضهم
، وكشفهم للناس ، وهم مكشوفون في الغالب وإن تلبسوا بالأقنعة .
فالأيام
كفيلة بإزاحة الستار عن الوجوه الحقيقة لمثل أولئك .
لا
يخلو مجتمع من قائمة خاصة بأولئك المولعون
بالسعي في إضرام نار الشقاق ، والتحريش بين الناس ، والساعين بالشر ، ونافخي الكير ، الذين
يبنون مكانتهم على التفريق بين الناس . ويكفي أن تعرفهم فتصد مساعيهم وتوصد أبوابهم وتتقي شرورهم .
وتبقى الحياة بموازينها بين خير وشر ، وتبقى أرض
الله واسعة ، والخير فيها هو الغالب ولن تعدم الخيرين ، و عليك بالمثل السائر
(
باب يجيك منه ريح سده واستريح )
محمد
عايض آل عمر
جدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق