الاثنين، 5 أكتوبر 2020

علاقات منهارة



العلاقات المثلى تؤسس على قيم صلبة وراسخة ولا تؤسس على قيم منهارة كالكذب والغش والخداع والزيف والمراوغة ، وكل نموذج يؤسس على مثال القيم المنهارة سيسقط حتما وسيسقط معه العمر الذي يدفع ثمنا لمثل هذه العلاقات المزيفة . إن العلاقات الصادقة الممتدة لابد أن تقوم على دعائم صلبة وقيم راسخة وثابتة كالصدق والإخلاص والأمانة والوفاء والصبر وحفظ المعروف برد الجميل . هذه القيم الراسخة بجذورها هي التي تثبت العلاقة وتطيل عمرها وتجعلها تثمر كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء .


النرجسيون والانتهازيون الانانيون والمخادعون والكذابون والطاوؤسيون هؤلاء المضطربون نفسيا لاتعد العلاقات الإنسانية في دائرة اهتمامهم ، إلا بما يشبع نهمهم النفسي في حب السيطرة والارتقاء على الآم الآخرين . حيث يعدون الأخرين سلما يرتقون عليه للوصول إلى مطامحهم وأوهامهم ثم يركلون ذاك السلم بأقدامهم ، وينظرون إلى من حولهم كمجرد أدوات لتحقيق عقدهم النفسية ، فإذا ما انتهوا من لعبتهم القذرة معهم ، قذفوا بهم على قارعة الطريق كفردة حذاء بالية لا يلقون لها بالا ، ويستمر البحث عن ضحايا آخرين يمارسون معهم نفس الدور .

هؤلاء المضطربون الخطرون - مكمن خطورتهم في خفاء اضطرابهم - فلا يمكن أن تقام معهم علاقات طويلة وصداقات ممتدة سواء أسرية أو غيرها ..لأن العلاقة سيكون لها تبعات مدمرة إنها أشبه ما تكون بمن يبني منزلا في مجرى سيل دائم . وكم من قصص رويت عن أسر دمرت وعلاقات  تحولت إلى عداوات شخصية،  مع مثل هذه الشخصيات المريضة ، إن فكرة بناء علاقة مع هذه النماذج تعد وهما ممكنا  ، ولكن النهاية ستكون  وخيمة ومأساوية .

ويكمن الحل في بتر أي علاقة بدأت مع هذا النموذج من الشخصيات المضطربة ، ، والبعد عن  أي علاقة من أي نوع مع هذا النموذج المضطرب المؤذ  ، وقطع العلاقة من بدايتها خير من التمادي فيها لأن الصبر عليها مضيعة للوقت مؤلم للنفس والبعد عن هذه النماذج يريح من الصراع النفسي حول الاستمرار  أو عدمه مع علاقة سقطت  من بدايتها  ، وحفظا للوقت والجهد    من أن يبذل  في علاقات منهارة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الحاجة للتفهم

  للضغوط النفسية العصبية   الشديدةأثر  بالغ في تهديد صحة الإنسان الجسدية والنفسية  بما فيها ضغط العلاقات الأسرية وضغوط علاقات العمل  المتوتر...