دراسة تأثير الأرض على الإنسان . هل يؤثر المكان الذي يعيش فيه الإنسان على صحته ومزاجه وهل يؤثر في حالته النفسية ؟ماهي المؤشرات التي يمكن الاستفادة منها في حياتنا فيما يتعلق بخصائص المكان ، وتأثير الأرض على الإنسان ، وهل وردت إشارات لهذا العلم في القرآن والسنة ؟
بدأ باحث اسمه ( فان بول )سنة 1930 بالتوجه إلى بلدة " بترسبورج " وجلب خريطة البلد وكل حالة سرطان في المدينة وموقعها على هذه الخريطة فوجد شيئا غريبا جدا أن 80%من حالات السرطان مركزة في 10%من المساحة ، يعني توجد علاقة جغرافية ويوجد في الأرض أماكن سرطانية وأماكن غير سرطانية ..فبدءوا ذلك بسؤال الفلاحين عن خصائص هذه الأماكن ..فقالوا لهم إن هذه الأماكن تكون معروفة بأن فيها تقاطعات أنهار جوفية بزوايا معينة تحدث ضررا كبيرا لأي شيء فوقها .
بدءوا يبحثون فوجدوا فعلا أن المناطق في بترسبورج التي فيها 90% أو 80% من السرطانات فيها تقاطعات أنهار جوفية كثيرة فنشأ ، علم بيولوجية الأرض بمعنى دراسة تأثير الأرض على الإنسان وكيف يكون كل مكان له تأثير مختلف على الحياة بمن فيها الإنسان .
ومن ضمن الاكتشافات أيضا وجد طاقات في الأرض على هيئة خطوط طاقة ودرسوا مدى تأثيرها على النبات فوجدوا مثلا شجرة قائمة على خطوط طاقة سالبة ، وظهر على هذه الشجرة أورام سرطانية كالتي تصيب الإنسان . أطلقوا على هذه الخطوط اسم " هارت مان " نسبة لمكتشفها .
تذكر د. مها العطار في كتابها طاقة المكان أن قدامى الفلاحين يعرفون مواقع الطاقة الخبيثة في الأرض من خلال الأشجار الملتوية بطريقة غريبة وتؤثر هذه الأماكن على الحيوانات فلاتدر حليبا ، أما المواليد فغالبا ماتخرج ميتة، إضافة إلى أن الحيوانات تصاب بأمراض مستمرة .
وقالت أيضا : إن من المواقع التي لاينصح باستخدامها لآثارها الضارة ؛ المواقع التي تكون تحت خطوط كهرباء الضغط العالي لتأثيرها السلبي على حياة الإنسان ،وتروي أيضا أن قدماء المصريين كانوا يجربون الحيوانات كالخراف مثلا يضعونها في الموقع الذي يريدون بنائه فإن تضررت وأصيبت تركوه لموقع آخر .
هناك مؤشرات في القرآن الكريم والسنة النبوية تشير إلى خصائص المكان فقد ذكر الله سبحانه وتعالى بلدة طيبة فوصف أرضا بالطيبة وفي المقابل وصف أرضا بالذي خبث بمعنى أن هناك أرضا طيبة وأرضا تحمل خبثا . ، وفي وصف المسجد الأقصى وصف الله المكان بالذي باركنا حوله .
في السنة النبوية وصف الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة بأنها خير لهم . وفيها جبل أحد وهو مكان وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه جبل يحبنا ونحبه . هذا يعني أن للمكان مشاعر خاصة . كما أشار النبي إلى بعض الجهات وحذر منها لتفشي الفتن أو انتشار المرض فيها ، وفي الحديث الصحيح ان النبي (ص ) - يقول في الرقية : ( تربة أرضنا ، وريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا ) وهذه إشارة إلى تأثير المكان على الإنسان والأدلة كثيرة عن علاقة الإنسان بالمكان وتأثره به وتأثيره عليه .
نؤمن عقيدة بأن الله هو النافع الضار ، لاشك في هذا مطلقا ، و كما خلق الله الفيروسات التي لاترى بالعين والأثير الذي تنتقل عبره الموجات ، والموجات الكهرومغناطيسية - هو سبحانه أيضا أوجد هذه الأماكن الضارة لحكمة ارأدها ، والبحث في طاقة المكان هو بحث لتجنب الأماكن الضارة في الأرض المهددة لحياة الناس ، من خلال موجات غير مرئية ، وهذا لا يتعارض بشكل من الأشكال مع العقيدة الإسلامية .التي تحث على العلم والبحث والاكتشاف . وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق