أليم
جدا لباس الجوع و الخوف ، وحزين جدا أن تزرع حكومة ملالي إيران لمايقرب من أربعين عاما شجرة الخوف في قلب الشعب ، هذه الشجرة بقرونها
البغيضة وأغصانها الشيطانية اليابسة ، وثمارها المرة ؛ أسقت قلوبا من ماء رعبها حتى غدت سقيمة فلا تكاد تبين .
شجرة
الخوف في إيران بشعة حدا البكاء حين تستشري في الزوايا ، فترعب كل خطوة ، وتطعن كل شامخ ،
وتضرب بسوط المهانة منجل الوعد وتقتل بفأس الوعيد ، وتعتلي فتكسر كل محبرة ، وتشرف على حواف الصمت ، فتنتزع الحروف
انتزاعا وتظل قائمة بالوعيد ،
راصدة للهواء والضياء لتشعل الظلام وتتوعد الأضواء .
شجرة الخوف التي زرعها ملالي إيران أثمرت خرس الكلمات ،و كسيح الخطوات ؛ فأجهزت على أنقاض الإنسان ، لتطارد بقايا ظله ؛ حتى يتردى من شاهق وهو ذليل . وتبقى عابسة مكفهرة ظالمة .
شجرة الخوف التي زُرعت في إيران تريد إنسانا بلا إنسانية ،و ناطقا بلا نطق ،ومبصرا بلا بصيرة ، يرى الكلمات فيهرب من ظلها ، ويخاف من أصدائها ، لا يجرؤ أمامها أن يعبر عن ذاته ، ألمه ، حزنه ، وأمله ، بل حتى خوفه وبكائه المجلل بكهف حزنه المعتم حين يختنق بهمس الخائفين .
شجرة الخوف في إيران تضخمت وعلت واستكبرت ، وأخذت تصارع الأيام ...والأيام
صامدة .. فأخذت تجلدها بأغصانها ..والأيام
صامتة صابرة ، وقد أقترب يوم فراق الحزن وستأخذ الأيام شجرة الخوف وتلفها برثاء الوداع ، ثم تشيعها إلى مرفأ النهاية كغيرها من الأشجار والأيام دول وعبر .شجرة الخوف التي زرعها ملالي إيران أثمرت خرس الكلمات ،و كسيح الخطوات ؛ فأجهزت على أنقاض الإنسان ، لتطارد بقايا ظله ؛ حتى يتردى من شاهق وهو ذليل . وتبقى عابسة مكفهرة ظالمة .
شجرة الخوف التي زُرعت في إيران تريد إنسانا بلا إنسانية ،و ناطقا بلا نطق ،ومبصرا بلا بصيرة ، يرى الكلمات فيهرب من ظلها ، ويخاف من أصدائها ، لا يجرؤ أمامها أن يعبر عن ذاته ، ألمه ، حزنه ، وأمله ، بل حتى خوفه وبكائه المجلل بكهف حزنه المعتم حين يختنق بهمس الخائفين .
نشر في صحيفة الوطن السعودية بتاريخ 8/1/2018
رابط المقال http://cutt.us/rq0gN
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق