الحديث عن كورونا والخدمات الصحية العامة مثار حديث المجتمع العالمي ، ولاشك أن مقياس تطور كل مجتمع لابد أن يشمل مدى تطور خدماته الصحية وسلامة مواطنيه وقدرة النظام الصحي المحلي على مواجهة الكوارث الصحية والأوبئة واسهامه في البناء الصحي العالمي
. في بلادنا نظام صحي جيد ، إلا أنه بحاجة إلى مزيد من الدعم المتواصل خاصة في المحافظات والقرى البعيدة عن المركز . حيث يسافر أكثر الناس إلى المدن الرئيسية بحثا عن العلاج و هذا يسبب ضغطا هائلا على المشافي العامة في المدن الكبرى ، ويزيد فترة الانتظار بشكل طويل وممل ومؤلم أحيانا على إنسان مريض يصارع الألم ، مما يضطره إلى التحول إلى المشافي الخاصة وهي مشافي تكلف الأموال الطائلة والتي تُعجز في أحيان كثيرة ذوي الدخل المحدود ومتوسطي الدخل . ولك أن تتصور أن بعض الأطباء رفع أجرة الكشف فقط إلى 1000 الف ريال لمجرد النظر في شكوى المريض ناهيك عن الاشعة والتحاليل الخ ..من تلك المنظومة الطويلة .
هذه المشافي الخاصة تتسابق في تحقيق الأرباح على حساب المرضى والمضطرين للعلاج ولهذا لا نستغرب أن يحقق أصحاب هذه المشافي الخاصة المليارات . هناك شريحة من الناس يتقون غلوائهم بالتأمين ولكن هناك شريحة أخرى واسعة يقعون فريسة لهذا التسابق المحموم للثراء دون نظر لأي جوانب أخرى،
هذا التسابق في الأوضاع العادية ، فما بالك بحالات الكوارث وعواصف الأوبئة التي تجتاح العالم من حين إلى آخر ، كفانا الله وإياكم شرها .
لوزارة الصحة جهود مشكورة خاصة في الإجراءات الاحترازية التي تتخذها لصد عدوى هذا الوباء الذي يجتاح العالم اليوم و هناك درسا مستفادا من هذه الجائحة ، يرسل لنا تساؤلا عن مدى قدرة المشافي العامة في المحافظات والقرى النائية على المواجهة .
هناك حاجة كبيرة لدعم المحافظات بمشاف متطورة، وكليات طب ومراكز أبحاث للأمراض والأوبئة المستوطنة والمهاجرة تكون على مستوى عال ، في كل نواحي المملكة كي تغني عن السفر وتتكامل مع بقية المنظومة الصحية في خدمة بلادنا وتسهم أيضا في البحث العلمي لخدمة الإنسانية ، في مثل هذه الحالات الوبائية . لدينا نظام صحي جيد ولكننا نرنو دائما إلى الأمل الأفضل والأكمل لمواجهة الاحتياج المتزايد للخدمات الصحية و عواصف الأوبئة وأخطارها فنقذ أنفسنا ونسهم في انقاذ البشرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق