يبدو أن فايروس كورونا لم يأت بخرائط جينية مستقلة فحسب بل حمل معه خرائط التسلل إلى مفاهيم نسبية متغيرة ومتبدلة فهو يحاول اختراقها والتأثير فيها . مفاهيم حول المال والقوة والعالم الأول .
كورونا منذ بدايته وهو يحاول أن يخترق المفاهيم النسبية للمال فمهوم المال نسبي يعود إلى الاتفاق على عملة صالحة للتداول وتبادل المنافع وتسهيل حركة البيع والشراء وتقييم الأعمال ، وهي بالاتفاق يمكن أن تتغير وتتبدل من حين لآخر ولذلك فمفهوم المال مفهوم نسبي توافقي بحسب مقومات الثروة المختلفة ، من معادن أو حبوب غذائية أو ثروة حيوانية كانت سابقا وماتزال عملة التداول في بعض القرى الأفريقية فهل تجعل كورونا الترياق الطبي واللقاحات مثلا .. عملة صالحة للتداول وتتحول إلى مخزون عملة عالمي ...
مفهوم القوة مفهوم نسبي مختلف حوله .. فماذا نعني بالقوة في زمن سريع التغير ، هل هي قوة المصارف والأوراق المالية ؟ أو قوة المعادن والثروات النفطية ، أو قوة السلاح والجيوش ، أو قوة التقنية والإعلام ، أو قوة الاقتصاد والإدارة ، أو قوة النظام الصحي والغذائي ، وبرغم أهمية كل ذلك اختار كورونا خطام النظام الصحي والأمن الغذائي وقفز بهما للمقدمة ...فهل سيظلان في المقدمة وإلى أي أمد سيتصدران المشهد العالمي ...؟
اخترق كورونا مفهوم تقدم العالم الأول ومفهوم حقوق الإنسان برغم ما كنا نرى ونسمع عن دول تفتخر بذلك ولها حق قصب السبق بلا شك ، إلا أنها تراجعت هذه الحقوق في أول اختبار حقيقي وصادق . لم يعد الإنسان في رأس هرم الاهتمام وسقطت ورقة التوت المعلقة والتي كانت تلوح دائما في أي خلاف مع الآخر ، ربما هناك مبررات مقنعة لكن الشعارات التي تسقط في المحن تظل مجرد شعارات لا تتناسب مع الحقيقة المكتوبة ولا مع المعطيات على أرض الواقع في التعاطي مع الأزمات ، ويشهد على سقوطها العالم أجمع .
لاشك أن العالم يمر بأعظم أزمة مركبة في التاريخ الحديث ، سببت اضطرابا وارتباكا عالميا لامثيل له وطرحت هذه الأزمة العديد من التساؤلات حول هذا النظام العالمي العولمي هل سيستمر بنفس وتيرة ما قبل التاريخ 2020 أم سيتغير ؟ هل سيظل العالم الأول كما هو ، أو أن دولا ستصعد إلى تلك المنصة بينما ستهبط أخرى ؟
ماهي الأوليات في المشاريع الدولية المعولمة مستقبلا ؟ إلى أين سيتجه مستقبل العلوم والبحث العلمي ؟..أسئلة كثيرة حول مستقبل الاقتصاد والعملات تطرح لمستقبل ما بعد التاريخ 2020هذا التاريخ الذي سيظل محفورا في ذاكرة الأجيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق